برنامج مادة: المصطلح النقدي

-1 حد المصطلح: لغة واصطلاحا

-2 وظائف المصطلح

-3 شروط وضع المصطلح

-4 علم المصطلح/ المصطلحي

-5 اشكالیة المصطلح

-6 المصطلح والتخصص

-7 آلیة وط ا رئق وضع المصطلح

-8 الاشتقاق

-9 المجاز

-10 الاحیاء

-11 التعریب

-12 النحت

-13 الترجمة

-14 المصطلح النقدي الواقع والآفاق

1

المحاضرة الأولى : حد المصطلح لغة واصطلاحا

أولا: مفهوم المصطلح

تمهید:

تحتل المصطلحات اللغویة والنقدیة مساحة بارزة في الدرس اللسانس والنقدي، ولك لدون أن

المصطلحات هي مفاتیح العلوم ، فلكل علم مصطلحاته الخاصة به التي یعرف من خلالها وتمیزه

عن غیره من العلوم الأخ رى, فنجد كل علم یختص بمجموعة من المصطلحات المفتاحیة التي تعد

العتیة الأساسیة للولوج إلى مضمون وفحوى المادة المعرفیة التي یتضمنها ذلك العلم، ومن هنا فالعلم

یحضر بحضور مصطلحاته ، ویغیب بغیابها .

قبل الوقوف على مفهوم المصطلح النقدي یجدر بنا في البدایة أن نبدأ بمفهوم المصطلح لغة

واصطلاحا.

أولا : المصطلح لغة

كلمة (المصطلح) في اللغة العربیة مصدر میمي للفعل (إصطلح) من المادة (صلح) حددت المعاجم

العربیة دلالة بأنها (ضد الفساد)،فقد ورد في لسان العرب "لابن منظور" صلح یصلح صلحا ضد

الفساد. 1

وعرف كذلك بإسم الإصطلاح ومیزت كتب علوم اللغة إصطلاح النحویین وإصطلاح اللغویین

بفضل كثیر من الباحثین كلمتي (إصلاح ومصطلح) الكلمات الأخرى غیر محددة الدلالة على هذا

المعنى، وقد سمي (التهانوي) سنة ( 1185 ه- 1745 م) في معجمه (كشاف في إصطلاحات

الفنون) وهو أكبر معجم المصطلحات في الحضارة الإسلامیة، ینشر مجمع اللغة العربیة بالقاهرة

قوائم ألفاظه الإصطلاحیة مستخدما في عنوان كل مجلد منها وفي داخل كل مجموعة كلمة

مصطلحات وأقر-أیضا- تسمیة ذلك التخصص الذي یبحث القواعد العامة لهذه الإصطلاحیة لعلم

المصطلحات. 2ومن ثمة دلت النصوص العربیة على أن كلمات هذه المادة تعني –أیضا- الإتفاق

وبین المعنیین تقارب دلالي فإصلاح الفساد بین القوم لا یتم إلا بإتفاقهم، فالتعریف اللغوي عند العرب

. 1997 ، ص 60 ، -1 ابن منظور، لسان العرب، ط 1، دار صادر، بیروت، ج 1

. -2 محمود فهمي حجازي، الأسس اللغویة لعلم المصطلح، ط 1، دار غریب للطباعة والنشر، 1998 م، ص 09

2

للمصطلح مرتبط بالإتفاق والمصالحة، وهي ضد الإختلاف وكذا نقیض الفساد ویطلق على

المصطلح في اللغات الأوروبیة المختلفة كلمات تكاد تكون متفقة من حیث النطق والإملاء وهي كلمة

في الألمانیة (Termunis) في الانجلیزیة والهولندیة والدانماركیة والنرویجیة والسویدیة و (Tarem)

في (Termo) في الإسبانیة (Termino) وفي الإیطالیة (Termine) في الفرنسیة (Term)

.(Termin) وفي الروسیة والبلغاریة والرومانیة والسلوفینیة والبولندیة (Termin) البرتغالیة

في الفلندیة وهذه الكلمات المشتركة في اللغات الأوروبیة تجاوزت الإطار اللغوي القوي وعدها بعض

الباحثین مثالا حیا للعالمیة في داخل الحضارة الأوروبیة. 1یتضح لنا أن تسمیة المصطلح یختلف من

لغة إلى أخرى وقد تزید أو تنقص عدد الأحرف المشكلة له .

حیث أن مفهوم المصطلح في اللغة العربیة لا یطابق مفهوم المصطلح في اللغة الأوروبیة من حیث

الإشتقاق والمعنى، ولكنه یطابقه من حیث الوظیفة والدلالة". 2 وذلك ا رجع إلى النظر للأبعاد

الإصطلاحیة التي تختلف في مرجعیاتها الأصلیة وأنماطها المعجمیة.

ثانیا : المصطلح اصطلاحا

عرف "الجرجاني"الاصطلاح على أنه عبارة على اتفاق قوم على تسمیة الشيء باسم ینقل عن

موضعه الأول، واخ ا رج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بینهما، وبالتالي الاصطلاح خ ا رج

، الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبیان الم ا رد، وقیل الاصطلاح لفظ معین بین قوم معینین. 3

نجد أن مفهوم المصلح من الناحیة الاصطلاحیة لایختلف كثی ا ر عن دلالته المعجمیة التي تحمل

وتقوم على معنى الاتفاق والمصالحة أي إ ا زلة الاختلاف .

یقوم"عبد السلام المسدي" في قاموس اللسانیات "مفاتیح العلوم مصطلحاتها ومصطلحات العلوم

ثمارها القصوى، فهي مجمع حقائقها المعرفیة وعنوان ما به یمیز كل واحد منها عن ما سواه، ولیس

من مسلك یتوسل به الإنسان إلى منطق العلم غیر ألفاظه الاصطلاحیة حتى لكأنها تقوم من كل علم

مقام جهاز من الدوال لیست مدلولاته إلا محاور العلم ذاته ومضامین تدر من یقین المعارف وحقیقة

. -1 محمود فهمي حجازي، الأسس اللغویة لعلم المصطلح، ط 1، دار غریب للطباعة والنشر، القاهرة، دت، ص 09

. - -2 یوسف وغلیسي، إشكالیة المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجدید، ط 1،منشو ا رت الإختلاف، الج ا زئر، 2009 م، ص 4

. -3 الشریف الجرجاني، التعریفات، تح: إب ا رهیم الأبیاري، ط 1، دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان، ص 44

3

الأقوال" 1؛ أي أن المصطلح هو أداة من أدوات العلم والمعرفة، وأن لكل علم مصطلحاته التي تمیزه

عن باقي العلوم.

نستنج أن المصطلح خلاصة العلوم وأبجدیة التواصل المعرفي ومفاتیحه الأولى، فهو تعمیم أو

تجرید ذهني لظاهرة أو حالة أو إشكالیة علمیة أو ثقافیة، لذا فهو یقترن بظاهرتي التعریفات

والتصنیفات العلمیة في ثقافة إنسانیة وبالتالي فهو مظهر مهم من مظاهر الوحدة الذهنیة والثقافیة

للأمة، كما یمثل في الجانب الآخر قاسما مشتركا .

-2 مفهوم المصطلح النقدي:

بعدما وقفنا على المفهوم اللغوي والاصطلاحي للمصطلح، سنحاول الآن التعرف على مفهوم

المصطلح النقدي حیث نجد الناقد "أحمد مطلوب" یعرفه بقوله: "النسق الفكري المت ا ربط الذي نبحث

من خلاله عملیة الابداع الفني ونخبر عللى ضوئه طبیعة الأعمال الفنیة وسیكولوجیا مبدعها،

والعناصر التي شكلت ذوقه" 2؛ أي الناقد یوجه الدارسین والباحثین في مجال النقد إلى أن لكل د ا رسة

في میدان الأدب منهج محدد ومصطلحات نقدیة خاصة یجب أن یدركها حتى یتمكن من التطبیق

والد ا رسة على النصوص الأدبیة.

یضع الناقد "الشاهد البوشیخي" شرطا للمصطلح النقدي: "اللفظ الذي یسمى مفهوما معینا داخل

تخصص النقد، ولا یلزم من ذلك أن تكون التسمیة ثابتة في جمیع العصور ولا في جمیع البیئات ولا

لدى جمیع الاتجاهات...بل یكفي مثلا أن یسمي اللفظ مفهوما نقدیا ما لدى اتجاه نقدي ما". 3 بمعنى

أن الناقد" البوشیخي" یرى أن المصطلح النقدي بمختلف تسمیاته باختلاف المستعملین والدارسین،

لكن یؤكد عن وجوب التقیید بالمفهوم الدقیق للمصطلح كما وضع في دلالته الأصلیة.

. 1984 م، ص 84 ، -1 عبد السلام المسدي، قاموس اللسانیات مع مقدمة في علم المصطلح، الدار العربیة للكتاب، ط 1

. -2 أحمد مطلوب، المصطلح النقدي، ط 1، مكتبة لبنان ناشرون، بیروت، 2002 م، ص 275

-3 الشاهد البوشیخي، مصطلحات النقد العربي لدى الشع ا رء الجاهلیین والإسلامین، ط 1، عالم الكتب الحدیث، أربد، 2009 م،

. ص: 64

4

بینما نجد الناقد "عبد العزیز الدویسیقي" یعطي دلالة كبیرة وممیزة للمصطلح النقدي فهو بمثابة

العمود الذي یقوم علیه الخطاب النقدي، لأن اللفظ الذي یحوي مفهوما نقدیا لدى اتجاه نقدي، لأن

الجهاز الاصطلاحي هو الذي یحدد لنا المنهج النقدي بجهاز مفاهیمي مقنن ومحدد. 1

نستنتج من خلال ما سبق أن المصطلح النقدي هو مفتاح المنهج النقدي، وهو العتبة الأساسیة

التي نلج من خلالها وبواسطتها إلى المنهج النقدي، أي أن كل من المنهج والمصطلح النقدي هما

عبارة عن وجهان لعملة واحدة.

.

تدريس مادة بيداغوجيا التعليم يهدف إلى تزويد الطلاب  بالمفاهيم والمهارات الأساسية التي تساعدهم على فهم العملية التعليمية وتحسينها. تعتبر بيداغوجيا التعليم علم يدرس كيفية تنظيم وتصميم العملية التعليمية وتحديد أفضل الطرق لتوصيل المعلومات والمفاهيم إلى الطلاب بطريقة فعالة وفاعلة.

وتشمل مادة بيداغوجيا التعليم مفاهيم متعددة منها تحليل الأهداف التعليمية، وتصميم المناهج والبرامج التعليمية، والتقييم التعليمي، وطرق التدريس الفعالة، واستخدام التكنولوجيا في التعليم، وغيرها من المواضيع الأساسية التي تساعد على تحسين جودة التعليم وتعزيز فاعلية عملية التعلم.

وباختصار، يهدف تدريس مادة بيداغوجيا التعليم إلى تمكين الطلاب  من فهم وتطبيق أفضل الممارسات والطرق في عملية التعلم والتدريس لتحقيق نتائج أفضل وأكثر فاعلية.