مفهوم الجمهور لازال يرتبط بأصله التاريخي و بدلالاته المختلفة والمتعددة والذي ارتبط بمشاهدة استعراضات المصارعة وسباقات الخيل ومختلف الفنون كالمسرح والأوبرا، ليتغير هذا المفهوم عبر الزمن مع ظهور وسائل الإعلام والاتصال تطورها، فأصبح لدينا جمهور وسائل الإعلام الذي يشمل قراء الصحف ثم مستمعي الإذاعة ثم مشاهدي التلفزيون وحاليا مستخدمو الوسائط الجديدة، أما عن الاهتمام بالجمهور وبالدراسات المتعلقة به، فقد استند أساسا إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية القائمة بين الفرد والجماعة من المنظور السوسيولوجي، وبين الحاكم والمحكوم ومن منظور المواطنة، وبين البائع والزبون من المنظور التسويقي، في حين دراسات جمهور وسائل الإعلام ارتبطت ارتباطا وثيقا بتطور وسائل الإعلام والاتصال تبعا للتطور التاريخي الذي شهدته تقنيات الاتصال الجماهيري والتي بدورها خلقت جمهورا يتناسب مع الوسيلة وتقنياتها، فدراسات الجمهور التي  كانت بداياتها في أربعينات القرن الماضي وإلى اليوم اختصت بدراسة العلاقة بين وسائل الإعلام المختلفة والجمهور في ظرف كل المتغيرات الحاصلة حوله وأخذها بعين الاعتبار للوصول إلى النتائج المرتقبة من هذه الدراسات وتحديد تلك العلاقة وبيان نوعها، حيث اهتم العديد من المختصين بهذه الدراسات خاصة بالموازاة مع التقدم الهائل في تقنيات الإعلام والاتصال خاصة مع ظهور الانترنت وما انجر عنه من تطبيقات حديثة.

يهدف مقياس دراسات جمهور وسائل الإعلام الموجه لطلبة السنة الثالثة إعلام واتصال، في السداسي الخامس إلى تعريف الطالب بمفهوم جمهور وسائل الإعلام وتطوره التاريخي، وأيضا المفهوم الكمي للجمهور وخصائصه وسماته، إلى جانب أهم النظريات التي ساهمت في تكوين الجمهور، والاطلاع على المقاربات الكمية والنوعية في دراسات الجمهور، وأهم المقاربات النظرية والمنهجية الحديثة في دراسات الجمهور، أنظر (الشكل رقم01) الذي يقدم صورة شاملة للمقياس الخاص بنا وفق خريطة ذهنية تضم جميع المحاور والعناصر التي يتضمنها، ولذا ننصح الطالب بالمواظبة على حضور المحاضرات والتطبيقات بشكل منتظم، والاشتراك في المناقشة، وانجاز الواجبات لفهم أكثر للمقياس.