الدرس السادس : استثمار اللسانيات الحاسوبية في تعليم اللغة العربية لأبنائها

ااستخدام الحاسوب في الأنظمة التعليمية العربية:

لقد أدخلت كثير من الدُّول النامية الحاسوب في مختلف مؤسَّساتها وأخذت تتدرَّج في استخدامه في مجالات عديدة، إلا أن استخدامه في التعليم قوبل بحذر شديد، وتُشير إحصاءات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أن حوالي ثُلثي الدول العربية قد استخدمت الحاسوب في التعليم الثانوي كمادة تعليمية حتى عام 1987م، وأن هناك ستة دول أجازت مرحلة التجريب تلك، وأعدَّت الكتب ودرَّبت المعلِّمين وأنشأت المختبرات لهذه الغايات، وهذه الدول هي: السعودية والأردن والكويت والعراق وتونس والمغرب.

 إذن، لقد وجدت تجارب جديرة بالاهتمام، فالأردن مثلا قام بمشروع تدريب المعلِّمين للحصول على الرخصة الدولية لاستخدام الحاسب (ICDL) في خطوة عملية تستحقُّ التمعُّن.

 الأهداف المسطَّرة في تجربة استخدام الحاسوب

في تدريس اللغة العربية وآدابها:

في حال استخدام الحاسوب أثناء الحصص التدريسية للمادة، فإن الكثير من النتائج الإيجابية تظهر على المستوى القريب والمتوسِّط وبعيد المدى، منها ما يتعلَّق بالمادة التعليمية، ومنها ما يتعلَّق بالأستاذ، ومنها ما يرتبط بالتلميذ (المتعلِّم).

1- على مستوى المادة التعليمية (اللغة العربية وآدابها):

-تحوُّل الكتاب المدرسي إلى وسيلة مساعدة عوض كونه المنهل الوحيد للدَّرس والمصدر الأوْحد للمعلومة.

إحداث تغيير في طرائق تعليم اللُّغة العربية وآدابها، يتناسب مع المعطيات التكنولوجيَّة الجديدة التي تفرض علينا مواكبتها.

تحسين العملية التعليمية.

المرونة في تطبيق البرنامج التعليمي.

إنَّ تبنّي طرق التدريس الحديثة المرتبطة بالتكنولوجيات، يعني أن تكون بذلك مادة اللغة العربية وآدابها مثل غيرها من المواد الأخرى التي تعتمد في برنامجها على التكنولوجيات الحديثة.

تحقيق ما يسمى بالتعليم الإلكتروني الذاتي الذي يعتمد على تقنيات الكمبيوتر الحديثة من وسائط متعدِّدة بين السَّمعي والبصري والسَّمعي البصري، وهذا على المستوى البعيد.

–  تحقُّق فاعلية العملية التعليمية.

كسر روتين التعليم الكلاسيكي.

توفير الوقت والجهد -في حالة توفُّر الدروس منجزة بشكل الكتروني-

تنويع أساليب تقديم المعلومة الواحدة.

المساعدة على شرح المادَّة التعلمية.                   

مواكبة تدريس اللغة العربية للنظرة التربوية الحديثة.

2 – على المستوى الشخصي للأستاذ:

تأهيل الأساتذة للتعايش مع الطريقة الجديدة للتدريس، بدءا من تخطي أستاذ اللُّغة العربية وآدابها للأميَّة الحاسوبية، و إلمامِه بالثَّقافة الحاسوبية، ثم تعامله مع التكنولوجيات الحديثة بكل مُرونة واكتسابه للمهارات العملية للتعامل مع الحاسوب، وهذا سيؤدي حتما إلى تطوُّر أساليب التفكير لديه.

تحسين الأداء العملي للأستاذ.

الارتقاء بنوعية الأستاذ.

تمكين الأستاذ من التحكُّم في الوسائل التقنية الحديثة، وهذا يفيده في حياته اليومية عموما.

تلبية التطوُّر التقني العالمي.

مساعدة الأستاذ على تنظيم المادة العِلمية التي سيعرضها.

استخدام الحاسوب في العملية التأطيرية التي يقوم بها الأستاذ، بحيث يمكنه إنشاء ملف للفصل الدراسي، وإنشاء سجِّل بأسماء التلاميذ مع بياناتهم الأساسية وعلاماتهم الفصلية والسنوية، كما يضمن الحاسب للمدرِّس حِساب المعدَّلات الجزئية والكلية، شرط إدخال البيانات المناسبة، ويكون ذلك باستخدام برنامج خاص لذلك أو باستخدام برنامج الإكسل(Excel)، كما يتيح برنامج الوورد(Word) للأستاذ كتابة مواضيع الامتحانات والمذكِّرات والملخَّصات.

3- على مستوى التلميذ (المتعلِّم):

إعداد المتعلِّم لعصر معلوماتي مسايرةً لروح العصر والتجديد، والأجمل أن ترتبط المعلوماتية باللُّغة العربية وآدابها.

تحوُّل عناصر الدرس الاعتيادية إلى دروس شائقة ومثيرة لاهتمام المتعلِّمين.

إكساب المتعلِّمين مهارات تتعلَّق باللُّغة العربية بطريقة جديدة.

تفاعل المتعلِّم مع المقرَّرات بشكل أفضل.

استخدام الوسائل متعدِّدة المداخل بغية تمرير المعلومة يُعدُّ من أكثر الطرق لثباتها في الذَّاكرة، بحيث تستقطب التلاميذ بأنماطهم الثلاثة[2]، فتكون بذلك قد جلبتَ انتباه ذوي الأنماط السَّمعية والبصرية والحسيَّة على حدٍّ سواء.

تنمية القدرات العقلية للتلاميذ.

لفت انتباه التلميذ وإيقاظ حواسِه من سمع وبصر، فيصير التعليم أقوى أثرا على التلميذ.

تنمية الحسِّ الجمالي للتلميذ بعدما يتلقى عرضا متناسقا.

اكتساب مهارات معيَّنة كالنطق الصَّحيح –في حالة استماعه لقصيدة ما-.

علاج بعض صُعوبات التعلُّم.

يصبح التعليم أقوى أثرا على التلميذ.

أما في حالة اعتماد قاعات حواسيب لصالح التلاميذ في حِصص اللُّغة العربية، أو المخابر اللُّغوية، فإنَّ الحاسوب سيُصبح مصدرا تعليميا –بمراقبة الأستاذ- ويوفِّر بذلك الخصائص التَّالية:

التفاعل المتبادل بين التلميذ والحاسوب / المعلِّم، ويتمُّ على الشكل التالي :

أ تقديم (المادَّة العلمية) على شكل مفاهيم ومعلومات وأفكار وأمثلة… إلى المتعلِّم على شاشة الحاسوب.

ب يقوم الحاسوب بطرح أسئلة ذات علاقة مباشرة بالمادة التعليمية التي تمَّ تقديمها وشرحها بقصد فهمها وتثبيتها والتمكُّن منها.

ج يقوم التلميذ بإدخال الإجابات المناسبة على الأسئلة التي تمَّ طرحُها.

د يقوم الحاسوب بمُقارنة إجابة التلميذ بالإجابة الصَّحيحة المخزَّنة في الذاكرة، ليقدِّم بعدها الحاسوب التعزيز المناسب لاستجابة التلميذ، على شاكلة تقييم أو مدح أو ثناء، وقد يكون طَلبا بإعادة المحاولة.

أمّا التطبيق العملي للفكرة فيكون باستغلال حِصص الأفواج –وهذا أفضل- أو الحصص العامة، حيث يكون الأستاذ مع تلامذته لتأطير العملية.

ويُفيد هذا النوع من التعليم الذاتي في البلاغة (التدرُّب على استخراج وشرح الصور البيانية مثلا) أو علم العَروض (التدرُّب على تقطيع الأبيات الشعرية)، ويوفِّر الاستماع للقصائد، وغير ذلك.

ومن نتائجه تثبيت المفهوم أو القاعدة والتدرُّب عليها، والتشويق، وكذا اختفاء عناصر الخوف والرَّهبة والخجل والتردُّد من نفس المتعلِّم، لأن التلميذ سيتمتَّع بكامل حريته في التفاعل مع الجهاز، وأيضا تعليم التلميذ حسب قُدراته، وأعني بذلك مُراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ (Différences individual/ Individual Differences) والتغلُّب عليها، فهناك التلميذ المتفوِّق الذي يتمكَّن من الفهم والشرح بسرعة، وهناك بطيء التعلُّم محدود القدرات العقلية.

إنَّ كل هذه النتائج المرتقبة ستُساهم حتما في تقلُّص الفجوة الرقمية بين الجزائر والعالم.

:  طريقة عَملية لاستخدام النصوص الثابتة والصوت والصورة والفيديو لتعليمية المادة:

1 – النُّصوص الثابتة :

يمكن عرض أي نص بصورة ثابتة، والتركيز على الفقرة المراد دراستها، سواء أكانت نصًّا نثريا أو قصيدة.

ويُستعان بالنصوص الثابتة على إدراج أمثلة قواعد اللُّغة والبلاغة، والتطبيقات التي لا توجد في الكتب المدرسيَّة، ربحا للوقت.

يمكن عرض الإجابات النموذجية لأي درس بطريقة النُّصوص الثابتة.

2 – المقاطع الصوتية :

يمكن استخدام الصوت كوسيلة تعليميَّة من خلال تسجيلات سمعية للقصائد سواء بأصوات نُظَّامها أو مسجَّلة بأصوات غيرهم مما توفِّره بعض البرامج العربية على شاكلة الموسوعة الشعرية.

في حالة وجود بعض مخابر للُّغة العربية، يمكن للتلميذ الاستماع للقصيدة التي يريد، أو تسجيل مقاطع بصوته، وكل هذا سيهدف إلى التعوُّد على النطق السليم لحروف لغة الضَّاد.

يمكن استخدام مقاطع صوتية أخرى وبطريقة إبداعية وربطها بالدرس (قرآن كريم– حديث نبوي–شعر …).

3 – الصُّور :

يمكن الاستعانة في دُروس النصوص الأدبية والتواصلية بصور للأدباء من كُتَّاب وشُعراء في إطار الترجمة العامة للشخصيات، مما يُساهم في ترسيخ الترجمة في أذهان التلاميذ نظرا لاستيفائها الجانب التاريخي من حياة المترجَم له بما في ذلك صورته الشخصية.

يمكن عرض صور أغلفة الكتب التي اختير منها النصُّ المدروس أو الكتب التي ألَّفها الأديب المخصوص بالدِّراسة.

يمكن استخدام صور لخراط تاريخية موضِّحة للحقبة الزَّمنية التي يعالجها النص المدروس، وكثيرة هي النصوص الأدبية والتواصلية ذات الصِّلة المباشرة بالتاريخ.

كما يمكن الاعتماد على الصور التاريخية أيضا التي تعكس جوانب من النص المدروس.

كما يمكن للصورة أن تساهم في توضيح دروس البلاغة العربية أيضا، خصوصا ما تعلَّق بالبيان، لا سيِّما الصورة البيانية التي تعتمد على طرفين، وذلك بعرضهما على شكل صورتين -في حالة التشبيه- وصورة واحدة -في حالة حذف أحد طرفي التشبيه- وهكذا مع بقيَّة الصور، مما يساعد التلميذ على اكتساب مهارة التخيُّل للوصول إلى نوع الصورة.

4 – الفيديو:

إن مقاطع الفيديو تجمع بين الصورة والصَّوت والحركة، وتوظيفها في الدرس له الأثر البالغ في نجاحه، ومن ثمة فوُجود تسجيلات سمعية بصرية للنصوص المعتمدة في البرنامج وخُصوصا القصائد يحيى النص، سواء أكانت متطابقة صَوْتا وصورة، أو إدراج فيديو للشخصية المدروسة مع القصيدة المسموعة، من ذلك ما هو متوفِّر من تسجيلات للشيخ البشير الإبراهيمي ومُفدي زكرياء.

ويمكن استخدام الفيديو أيضا في عرض الجوانب العِلمية للنثر العلمي وهذا النوع من المعارف المصوَّرة متوفِّر على الشبكة دون حاجة لإنتاجها، إلا إذا أراد الأستاذ أن يُبدع بطريقته!

كما يساعد شريط الفيديو على إبراز مفاهيم النص بشكل جلي ومؤثر حين الحديث عن الثورة الجزائرية مثلا أو القضية الفلسطينية وهلم جرا.

ويدعم مقطع الفيديو دروس التعبير أيضا، ويرتكز على اختيار الأستاذ لما يناسب الدرس.

أما بالنسبة للتلميذ، فأعتقد أن الحاسوب المرتبط بالشبكة العنكبوتية أصبح وجهة التلاميذ أثناء إنجاز المشاريع المطلوبة خلال السنة الدراسية، لذلك حبَّذا لو شجع الأستاذ التلاميذ على عرض مشاريعهم إلكترونيا مما سيجعل التلميذ يحاول إبراز مهاراته، ومن جهة أخرى يسترعي عمله انتباه بقيَّة زملائه في القسم.

في حالة إنشاء مخابر للُّغة العربية مزوَّدة بالحواسيب، ستنشأ علاقة حميمة بين التلميذ والحاسوب واللغة العربية، وما أروعها من علاقة!

سابعا:  العوائق التي تعترض فكرة استخدام الحاسوب

في تعليمية المادَّة:

أغلبية أساتذة اللغة العربية وآدابها لا يستخدمون التكنولوجيات الحديثة في عملية التعليم والتعلُّم.

الكثير من أساتذة اللغة العربية وآدابها لا يُحسنون التَّعامل مع البرمجيات الحديثة.

قد يكون عدد التلاميذ في الصفّ مانعا في تحقيق الهدف المرسوم، بحيث قد يفوق عددهم في القسم الواحد (40) تلميذا!

عدم توفر الإمكانات المساعدة على تحقيق الأهداف المسطّرة، وهنا أقصد الدروس المحضَّرة إلكترونيا –لأن تحضير درس واحد يستغرق وقتا- وليس جهاز العرض أو الحاسوب المحمول، لأنَّها متوفِّرة في كل الثانويات –على حدّ علمي-

هناك من يرغب ببقاء الطريقة النمطية القديمة في التدريس غير مبال بالعولمة الشاملة التي نعيشها!

  : متطلَّبات الوصول إلى استخدام الحاسوب في تدريس اللغة العربية وآدابها

(اقتراحات عمَليَّة للتغلُّب على العوائق):

تحديد الاحتياجات التدريبية والنقائص لدى أساتذة اللُّغة العربية وآدابها بالثانويات.

تمكين الأساتذة من التحكُّم في التقنيات الحديثة، وجعل هذا الهدف من ضمن العملية التكوينية العامَّة، ويكون ذلك بعقد دورات تدريبية لفائدة الأساتذة، باختصار لا بد من توافر ما يُسمَّى بالحوار بين الإنسان والآلة لحدوث هذا النوع من التعليم (Dialogue Homme– Machine)، وهذا لن يتمَّ إلا بالتكوين لمن ليست لهم دراية كافية بالحاسوب وبرامجه.

البنية التحتية: تهيئة الثانويات بما يلزم لتطبيق أجزاء مُهمَّة من الخطة التي تجعل الجانب الإلكتروني حاضرا في تعليمية اللُّغة العربية، على شاكلة الحواسيب –وهذا تحديدا متوفِّر على حدّ علمي في جميع الثانويات- المكتبة الإلكترونية، بوابات إنترنت، مواقع علمية تابعة لوزارة التربية والتعليم، وما شابه.

وضع دُروس نموذجية، على شكل ملفَّات صوتية ومرئية وشرائح للعرض، في أقراص مُدمجة، مُتاحة لجميع أساتذة اللغة العربية وآدابها، بجميع الثانويات.

إنشاء وِحدة بحث تعمل على تجسيد المشروع المذكور بمشاركة الأساتذة والمختصِّين في الإعلام الآلي، وهذا يعني تخصيص موارد بشرية ومادية، وأعتقد أن لُغتنا العربية تستحقُّ هذا الجُهد والعمل.

إنشاء مختبر على مستوى كل ثانوية –العمل على ثانويات نموذجية في البداية- يحتوي على نماذج من التسجيلات الشِّعرية الموافقة للبرنامج السَّنوي للمادة، وبرامج تعليمية مختلفة تنمِّي قُدرة التلاميذ على استيعاب مُفردات اللُّغة العربية ومعانيها.

إدخال جانب التحكُّم في الحاسوب كأحد المقايسس لنجاح المتربِّص في الحُصول على شهادة الكفاءة الأستاذية.

تصميم وإنتاج البرمجيات التعليمية، وكُتب إلكترونية.

 : ما يجب أخذه بعين الاعتبار والتنبُّه إليه:

إنَّ الوسائل التكنولوجية ليست بديلة، بل هي وسائل مُساعدة.

يجب أن تكون الوسيلة التكنولوجية (صوت، صورة، فيديو) مناسبة للهدف التعليمي الواجب تحقيقُه.

يجب أن تُلائم الوسيلة المستخدمة القُدرات العقلية والمعرفية للتلاميذ سواء في السنوات الأولى أو الثانية، أو بالنسبة للأقسام النهائية.

من الواجب حُسن اختيار الوسيلة التعليمية المناسبة للدرس، فأحيانا يكفي التسجيل الصوتي وأحيانا أخرى يتوجَّب استخدام مقاطع فيديو مثلا وهكذا دواليك.

ربط بيئة التلميذ بالمحتوى المقدَّم من طرف الأستاذ.

إنَّ استخدام التقنية في العلوم الإنسانية أقلّ منه في العلوم التجريبية.

أدعو إلى تعليم اللغة العربية وآدابها بمُساعدة الحاسوب، أما التعلُّم الذاتي فمرحلة متطوّرة.

لا بدّ من احتياطات يتَّخذها الأستاذ، فيمكن للجهاز أن يتعطَّل في أيَّة لحظة، ويمكن للتيار الكهربائي أن ينقطع، ويمكن لملف الدرس أن يتلف، فالاحتياط يكمن في الاحتفاظ بأكثر من نُسخة للعمل المنجز، مع الدرس المحضَّر ورقيا.

إن الثورة التكنولوجية في التعليم لا يمكن نجاحها بدون إجراء تعديلات أساسية في الأنظمة التعليمية، بما في ذلك برنامج اللُّغة العربية وآدابها.

ما أشرتُ إليه في هذه الوُريقات ليس سبقا فريدا ولا هو ضرب من الخيال، بل بمجرد البدء في استخدام الحاسب في تقديم الدروس يتمُّ التعوُّد على ذلك، وهذا ما أصبح ديدن أساتذة المواد العلميَّة في كثير من الدروس التي يقدِّمونها.

وأشير أيضا إلى أن التعليم باستخدام الوسائل التكنولوجيّة الحديثة قد فاق ما تحدثتُ عنه، وذلك باستخدام وسائل أكثر تطورُّا، غدت رفيقة المدرِّس في كثير من البلدان، على شاكلة جهاز عرض الشفافيات (Slide projector) الذي يعدُّ جهاز عرض مباشر، ومثل السبُّورة الذكيّة التفاعلية الحسَّاسة (SMART Board) التي يتمُّ التعامل معها باللَّمس فحسب، فأين نحن من هذا كلّه ؟! لكن هناك أمل! مثلما أحيل الطبشور والسبُّورة التقليدية على التقاعد! فسيأتي اليوم الذي نرى فيه التغيير للأفضل.

 : الوسائل وبرامج الحاسوب المعتمدة:

استخدام الوسائل التكنولولجية في العملية التعليمية يعني استخدام الصوت أو الصورة أو الفيديو، أو استخدامها كلّها، ولذلك نحتاج:

1 – الحاسوب الشخصي (Ordinateur portable  laptop):

يمكن استخدام الحاسوب الذي توفّره الثانوية، أو الحاسوب الشخصي للأستاذ، وهذا في حالة القيام بالدرس في القسم، ويمكن الاعتماد على قاعة الحواسيب الثابتة في حالة التعلُّم بها.

2 – جهاز العرض الضوئي ومُلحقاته (data show projector):

هو جهاز إلكتروني يستخدم في عرض المواد التعليمية بعد توصيله بالحاسوب، فهذا الجهاز هو الذي يسمح بجعل العمل المنجز – الذي يكون على الشاشة – ظاهرا أمام المتعلِّمين بحجم أكبر، وهو ما توفّره المؤسَّسات التعليمية حاليا.

ويكون الجهاز مرفقا بسبورة متحركة ليتم عرضُ البيانات عليها، وكذا جهاز تحكُّم أيضا.

3 – برنامج البوربوينت (power point):

برنامج من برامج الحاسوب، رأى النور ضمن إصدارات برامج شركة ميكروسوفت العالمية (Microsoft Office) وهو عبارة عن إطارات جاهزة تُتيح للأستاذ –أو المدرِّب أو كل من يريد عرض ما عنده-كتابة النُّصوص عليها وإدراج الصُّور والتسجيلات ومقاطع الفيديو، فهو إذن يُستخدم للعُروض التقديمية للدروس في شكل شرائح إلكترونية .

وأكثر مما ذكرتُ: حبّ الأستاذ للتقنية الحديثة والمتعة في التعامل معها، ورغبته الأكيدة في تطوير طرق تدريس اللُّغة العربية.

     لقد استطاع الحاسوب أن يقدم للناطقين بالعربية نظماً حاسوبية وبرامج لإكساب المتعلمين المهارات اللغوية المتعددة، كالقراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، إضافة إلى معالجة الخطوط العربية معالجة حاسوبية، والتدقيق الإملائي والنحوي، ووضع معاجم لغوية حاسوبية لمراحل التعليم العام، وتعليم الأطفال الأرقام والحروف والكلمات .