الدرس الثامن : استثمار اللسانيات الحاسوبية في مجال الترجمة الآلية

الترجمة الآلية

      تحدد الترجمة عموما بأنها عملية نقل المعنى من لغة إلى أخرى، .فيما تحدد الترجمة الآلية بأنها استخدام الحاسوب في ترجمة نصوص في لغة مصدر إلى لغة هدف، ويتألف نظامها من أربعة مكونات رئيسية هي:

1 - مكون التعرف على مفردات وتراكيب النص الأصلي، ثم تحليلها لغوياً على المستويات الصرفية والنحوية والدلالية؛

2 - مكون معجمي للغتين – أو اللغات – المترجم منها والمترجم إليها، وهو عبارة عن قاموس إلكتروني مخزن في ذاكرة الحاسوب، وقد يضاف إليه قاعدة معارف أو مخزون نصي تبعاً لمنهجية الترجمة المستخدمة.

3 - مكون نحوي مقارن للغتين – أو اللغات – المترجم منها والمترجم إليها، يحتوي على قواعد الصرف والتركيب النحوي وكيفية تناظرها بين لغة وأخرى.

 4 -  مُكوِن التوليد أو الإنتاج، الذي يحوِل نتيجة تحليل المفردات والتراكيب، بعد إجراء الضبط اللازم للصيغ والتصريفات، إلى نص باللغة المترجم إليها.

         وتصنف الترجمة ،عموما، بحسب المنفذ لها، إلى صنفين كبيرين وهما:

 ترجمة بشرية، يعتبر منفذها الأساسي هو العنصر البشري، وترجمة آلية يقوم بها الحاسب الآلي، وكل صنف من هذين  الصنفين يتفرع إلى  أصناف فرعية صغرى نعرضها كما يلي:

  ▪- الصنف الأول:الترجمة البشرية (العادية) التي تعتمد على الإنسان

   ▪-الصنف الثاني: الترجمة الحاسوبية وتتفرع إلى مايلي:

ترجمة بشرية بمساعدة الحاسوب؛

ترجمة آلية بمساعدة الإنسان؛ ترجمة آلية. [1]

 

 

الهندسة اللغوية والترجمة الآلية:

      إن الحديث عن  العلاقة  البينية بين الترجمة الآلية والهندسة اللغوية، يستدعي أساسا، الإشارة إلى المجالات المعرفية المختلفة التي تتحاقل معهما، ذلك أن معالجة اللغات الطبيعية آلياً، يدخل في إطار علم مخصوص وليد التطورات التكنولوجية المتقدمة ألا وهي الهندسة اللغوية أو اللغويات الحسابية مجالها البحثي دقيق وجديد يعرض لآخر النظريات والتطبيقات الحاسوبية المجربة على اللغات الطبيعية. لأنه ميدان أقرب إلى العلوم الصلبة منه إلى العلوم الإنسانية، أطلق عليه اسم العلوم الإنسانية الصلبة في مقابل العلوم الإنسانية المرنة. حيث يلتقي فيه الجانب  النظري اللساني بكل خلفياته المعرفية والمنهجية بالجانب التقني المعلوماتي بكل تطوراته، ليشكلا معا ما يسمى بالهندسة اللغوية ، أوتكنولوجيا اللغة التي أصبحت تمثل اليوم قمة المعرفة البشرية"، التي تقوم على أساس هندسة المعرفة، وهندسة الإدراك، وغيرهما[2].

·       مشكلات الترجمة الآلية في اللغة العربية:

     إن الترجمة الآلية من اللغة العربية إلى لغة أخرى أو العكس، تواجه مشاكل عدة، يمكن تصنيفها إلى صنفين:

مشكلات تقنية؛

ومشكلات لغوية.

      فيما يتعلق بالصنف الأول، يمكن القول إن علوم الحاسوب تشهد تطوراً مستمراً، وتقدماً سريعاً، إلى درجة أنه غطى جميع المشكلات والمسائل المتعلقة بالتطبيقات الحاسوبية، وتأتي الترجمة الآلية والترجمة بمساعدة الحاسب في مقدمة المجالات التي استفادت كثيراً من هذه التقنية. أما بالنسبة للصنف الثاني، فهي كثيرة، وتتباين من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف. لهذا الاعتبار، لابد من مواجهتها، و إيجاد الحلول المناسبة لها، وإلا فما الفائدة من البحث العلمي المتخصص في الترجمة الآلية؟[3]

      وهكذا، يمكن حصر أوجه التقصير بشأن الترجمة الآلية للغة العربية في الأمور التالية:

- طريقة التجزيء والتشتت التي تهيمن على الجهود العربية المتخصصة في   

   التطبيقات الآلية العربية عامة، وفي ميدان الترجمة الآلية على الخصوص، مما

   جعلها تنحرف عن الهدف المنشود، ذلك أن معظم الحلول المتوفرة حالياً، تعتبر

   حلولا جزئية، كالمعاجم الإلكترونية، وبرامج التشكيل الآلي والصرف، وغيرها.  على أن إنجاز ترجمة آلية من وإلى اللغة العربية، وبجودة عالية تتطلب توحيد كل    تلك الحلول، بالإضافة إلى عمليات التحليل الدلالي والنحوي والصرفي ونقل  المعاني، ربحاً للوقت، وادخاراً للمال العربي الذي ينفق، في بعض الأحيان، في  مشاريع نفعية وتجارية، قد لا تعود على لغة الضاد بطائل.

- قصور في الدعم المادي الحكومي أو الخاص المخصص لمثل هذه المشاريع  التطبيقية من البحث و التطور، وإن وُجد فهو دعم قليل لا يساعد على تغطية  تكاليف المشروع من بدايته حتى نهايته، أو أنه قصير الأمد بسبب البحث عن  الربح السريع، وتلك ثغرة من ثغرات اللغويات الهندسية العربية.

- غياب رؤية علمية لمفهوم الترجمة عامة، والترجمة الآلية خاصة، من شأنها أن  تؤسس فعلا لبيت حكمة عربي، قادر على إثراء الخزانة العربية بالمؤلفات والكتب  في مختلف العلوم والفنون والآداب. و من هنا، لابد أن ننوه بالعمل القيم الذي تقوم  بـه المنظمة العربية للترجمة، إلى جانب مؤسسات أخرى، في هذا الصدد، إذ  استطاعت في ظرف وجيز أن تفتح أفق القارئ العربي على عوالم ممكنة من  المعارف والأفكار من خلال ما يترجمه باحثون عرب في مجالات معرفية مختلفة  الأدوار الطلائعية الجديدة لفعل الترجمة ترجع في أساسها إلى دور الهندسة اللغوية، باعتبارها علماً إمبريقياً، يقع في مفترق الطرق العلمية بين اللغويات والهندسة، الشيء الذي مكن هذا العلم الصوري/ الخوارزمي من إثراء وتغذية حقول ومجالات معرفية كثيرة بعتاد مفاهيمي ونظري تطوير وبلورة برامج حاسوبية متطورة لأنظمة هذه اللغات بنوعيها المكتوب والمنطوق على مستويات الصرف والنحو والدلالة والمعجم؛ وهذا لن يتأتى بالفعل إلا بصياغة خوارزميات للمعالجة الآلية على مستويي التحليل والتوليد، تستطيع التعرف على المكون اللغوي المخزن في الكفاية اللسانية، ومن ثمة، التمكن من تصميم وتطوير وتنفيذ تطبيقات حاسوبية للغات البشرية من قبيل الترجمة الآلية وتعليم اللغة وتعلمها، والتعرف البصري على الحروف، وتشكيل النصوص، وبناء المعاجم الإلكترونية، وغيرها.[4]

إن الترجمات الآلية كانت في بدء أمرها مقتصرة على ثنائية اللغات، أو ما يعرف باللسانيات التقابلية، أما الآن وبعد النقلة الكبيرة في هذا المضمار فقد أصبحت تقوم بترجمة عدد كبير من اللغات في وقت واحد، وهو ما يعرف بالترميز الرقمي.

   لقد حققت الترجمة الآلية نتائج ملحوظة وخاصة في ميدان النصوص العلمية. واللغويون والحاسوبيون العرب مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالإفادة القصوى من معطيات الترجمة الآلية المعاصرة لدى الغرب، وتسخيرها لخدمة اللغة العربية .

بعض  برنامج الترجمة الآلية

·       translate. google

 طلبت الوكالة الأميركية لمشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع (DARPA)، من المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST) المتخصص في تشجيع الابتكارات، في عام 2005، اختبار عدة برامج للترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبيان الأفضل بينها.

وكانت المفاجأة أن احتل برنامج غوغل (Google) التجريبي المرتبة الأولى، بتفوقه على برامج شركات عريقة مثل "آي بي إم" (IBM) و"صخر" التي كانت قد بدأت أبحاثها في هذا المجال في منتصف التسعينيات. ونال برنامج غوغل علامة قدرها 0.5137 من 1، في حين نال برنامج صخر علامة قدرها 0.3403 من 1، في اختبار أطلق عليه اسم "مسار البيانات غير المحدودة".[5]

·       Reverso 

Reverso  شركة متخصصة في الترجمة الآلية وبتقديمِ الخدمات اللغوية كما تعملُ على نشرِ عددٍ منَ القواميس على الإنترنت بما في ذلكَ تلك الخاصّة بالترجمة من لغات أخرى أو الخاصّة بالتدقيق الإملائي أو بتعليمِ قواعد الصرف والتحويل.

·        One Hour Translation

هي شركة تقدم خدمات ترجمة بشرية وليس اجهزة روبوت سريعة ومهنية وبأسعار معقولة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

·       Babylon Translator:


قاموس الكمبيوتر وبرنامج الترجمة. يوفر نتائج القاموس المجانية الشاملة وترجمات النص الكامل بين عشرات اللغات.

·       .Transifex:


نظام أساسي لأتمتة الترجمة يساعد المطورين والمسوقين  في نشر المحتوى الرقمي عبر لغات متعددة.

·       .Smartling:

يجمع Smartling بين تقنية تعريب المواقع والخدمات اللغوية التي لا مثيل لها لمساعدة العلامات التجارية الطموحة على تحقيق تطلعاتها العالمية.

 

·       Systran:

 

توفر Systran حلول ترجمة لغة في الوقت الفعلي تعزز التعاون الداخلي ، والبحث ، والاستكشاف الإلكتروني.
وإدارة المحتوى ، ودعم العملاء عبر الإنترنت ، والتجارة الإلكترونية.

·       .SDL BeGlobal:


 

هي ترجمة آلية قائمة على الحوسبة، السحابية للاتصال عالي السرعة والترجمة الفورية.

 

·        .Memsource:


بيئة ترجمة تدعم واجهة برمجة التطبيقات  (API)
تتضمن ذاكرة الترجمة.
الترجمة الآلية المتكاملة.
إدارة المصطلحات.
ضمان الجودة.
وهو من أفضل عشرة برامج ترجمة على متجر جوجل بلاي.
 


 



[1] سناء منعم و مصطفى بوعناني، اللسانيات الحاسوبية  والترجمة الآلية  بعض الثوابت النظرية والإجرائية ،2015، ص103

[2] محمد الحناش، اللغة العربية والتقنيات المعلوماتية المتقدمة، المؤتمر الدولي 2، مجلة التواصل اللساني. م 3، 1996. ص.5

[3] عمر المهديوي ، بحث الهندسة اللغوية والترجمة الآلية  المفهوم و الوظيفة ،جامعة مولاي اسماعيل ،المغرب 

[4]د عمر المهديوي  /بحث  الهندسة اللغوية و الترجمة الالية  المفهوم و الوظيفة/ جامعة مولاي اسماعيل / المغرب