لقد حظي موضوع التجارة الدولية باهتمام كبيرا في العلاقات الدولية، لما له من وقع على الجانب الاقتصادي للدول، بحيث أنه مهما اختلفت النظم السياسية في دول العالم المختلفة فإنها لا تستطيع إتباع سياسة الإكتفاء الذاتي بصورة كاملة ولفترة طويلة من الزمن وذلك لأن إتباعها لهذه السياسة يضطر الدولة إلى أن تنتج كل احتياجاتها بنفسها بالرغم من أن ظروفها الاقتصادية والجغرافيا لا تمكنها من ذلك.
ومن هنا تأتي أهمية التجارة الدولية نتيجة حاجة الدول المختلفة إلى الحصول على سلع مادية أو غير مادية من الدول الأخرى، لذلك يقتضي الأمر أن تتخصص في إنتاج السلع التي تملك فيها وفرة في أحد عناصر إنتاجها، لتبادلها بمنتجات دول أخرى، ومن هنا برزت أهمية التخصص الذي تقوم عليه التجارة الدولية.
كما أن بدايات تفسير التجارة الدولية كانت عبر مختلف المدارس والنظريات التي كانت تهتم بالشؤون الاقتصادية، بحيث تدرجت أفكارها ومبادئها خلال فترات متعاقبة ومتداخلة، وأن مفهوم التجارة الدولية له جذور تاريخية بدأت مع الإنسان وتواجده مع التجمعات البشرية، أين كانت تتم حركة التبادل التجاري بطرق بسيطة في السابق أي عن طريق المقايضة بدون تعقيد في وسائل تنفيذها إلى أن وصلت لمفهوم أكثر تعقيدا في وسائل التنفيذ والظروف المحيطة بها، نتيجة التطورات التي عرفتها وسائل التنفيذ، وكذا خصوصية الأسواق الدولية المتعددة والمنافسة بين الأسواق خاصة مع تحرير التجارة الدولية في العديد من الأقاليم.
والتجارة الدولية بهذا المفهوم تختلف أهميتها من دولة إلى أخرى بحيث تنخفض أهميتها في الدول كبيرة الحجم والتي تتميز بإمكانيات كبيرة هذا جهة، ومن جهة أخرى فيمكن أن تكون التجارة الدولية أحد الأنشطة الاقتصادية الأساسية للعديد من الدول المتقدمة من أجل تحقيق عوائد ومداخيل تعتمد عليها في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، لذلك نجد هذه الدول تستخدم إجراءات مميزة لتسيير حركة التبادل التجاري مع الدول الأخرى (الاستيراد والتصدير) يطلق عليها بالسياسات التجارية والتي تتخذ من خلال الدول عدة أدوات للتأثير على حركة السلع والخدمات وكذا رؤوس الأموال.
المحور الأول: مفاهيم عامة حول التجارة الدولية
المحور الثاني: التجارة الدولية عبر مختلف المدارس (النظريات)
المحور الثالث: الاتجاهات الحديثة في تفسير التبادل الدولي
المحور الرابع: السياسات التجارية الدولية
المحور الخامس النمو الاقتصادي والتجارة الدولية
- معلم: Charaf Eddine Mellal